عن مطبعة الجسور بوجدة، صدرت مؤخرا للكاتب المغربي جمال العثماني سيرة ذاتية بعنوان: "قرارة الخيط"، تقع هذه السيرة الذاتية في 185 صفحة. تضم السيرة ثمانية عشر فصلا تتحدث عن الطرد التعسفي للمغاربة من الجزائر سنة 1975 والترحيل التعسفي لعدة أسر في ظروف مأساوية لا تختلف عما عرفته مخلفات الحروب، وانزعت منها أملاكها المادية والمعنوية.
وقد ورد في ظهر الغلاف: «الطرد هو الذي شتت العائلة الكبيرة من خال وخالة، وعم وعمة، وفرق النسب والصهر المجموع في حمام بوحجر، بحيث العزيز "الحاج قدور" لم أره منذ أن جئت، والخلف لم نعد نعرفه، ولم نحضر أعراسا، ولم نمش في جنازة خالي "الميلود" الله يرحمه.
************
الطرد، هو من شتت العش، وأتلف العشب، وحبس الطير في القفص. الترحيل التعسفي من الجزائر، هو من أربك الحساب، وحطم قواعد الغد، وضيع الحلم، وأتى على الدراسة، وعقد النفس، وجردنا من الحياة وقتل أمي.»
كما جاء في كلمة الشاعر المغربي الزبير خياط: «عندما قرأت الفصول الأليمة من هذه السيرة الذاتية فكرت في قولة سارتر "الجحيم والآخرون". جمال العثماني الذي سرقت طفولته عندما نزل سيف الترحيل قدرا غاشما على أسرته وآلاف المغاربة لم يعد يرى في الجزائر إلا جحيما. الصور الطفولية الوادعة والجيرة الطيبة والمدرسة والحيوان.. كل ذلك احترق في عينيه. لكن الرماد الذي خلفه الاحتراق صار فينيقيا انبعث مثل مارد ليجعل الكلام شاهد إدانة ضد سلوك همجي سكت العالم عنه...»
والكاتب المغربي جمال العثماني، من مواليد "حمام بوحجر" (الجزائر)، يشتغل حاليا كأمين مكتبة شعبة الرياضيات والاعلاميات (كلية العلوم جامعة محمد الأول وجدة)، نال جائزة أحسن موظف خدمة للبحث العلمي والعضوية الشرفية سنة 1991 من جمعية الطلبة الباحثين في الآداب واللغة(كلية محمد الخامس الرباط). حائز على شهادة التقديرية من الملتقى الفرنكومغاربي للتوثيق (دورة تونس 2008)، وها هو يدخل إلى عالم الكتابة من أبوابها المفتوحة بسيرته الذاتية "قرارة الخيط".